[color=green]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
.. أنتَ العَلِيُ ..
أنتَ العَلِيُ الّذي فَوقَ العُلا رُفِعَ - بِبَطنِ مَكَةَ وَسطَ البَيتِ إذ وُضِعَ
وَأنتَ حَيدَرَةُ الغابِ الَذي أسَدُ - البُرجِ السَماوِيِ عَنهُ خاسِئاً رَجَعَ
وَأنتَ بابٌ تَعالى شَأنُ حارِسِهِ - بِغَيرِ راحَةِ روحِ القُدسِ ما قُرِعا
وَأنتَ ذاكَ البَطينُ المُمتَلي حِكَماً - مِعشارُها فَلَكُ الأفلاكِ ما وَسِعا
وَأنتَ ذاكَ الهِزَبرُ الأنزَعُ البَطَلُ - الَذي بِمَخلَبِهِ لِلشِركِ قَد نَزَعا
وَأنتَ نُقطَةُ باءٍ مَعَ تَوَحُدِها - بِها جَميعُ الَذي في الذِكرِ قَد جُمِعا
وَأنتَ وَالحَقُ يا أقضى الأنامِ بِهِ - غَداً عَلى الحَوضِ حَقاً تُحشَرانِ مَعا
وّأنتَ صِنوُ نَبِيٍ غَيرَ شُرعَتِهِ - لِلأنبِياءِ إلهُ العَرشِ ما شَرَعا
وَأنتَ زَوجُ إبنَةِ الهادي إلى سُنَنٍ - مَن حادَ عَنها عَداهُ الرُشدُ فَإنخَدَعا
وَأنتَ بِالطَبعِ سَيفٌ تارَةً عَطَباً - يَسقي الثُغورَ وَيَشفي مَرَةً طَبَعا
وأنتَ غَوثٌ وَغَيثٌ في رَداً وَنَدى - لِخائفٍ وَلِراجٍ لاذَ وَإنتَجَعا
وَأنتَ رُكنٌ يُجيرُ المُستَجيرَ بِهِ - وَأنتَ حِصنٌ لِمَن مِن دَهرِهِ فَزَعا
وَأنتَ مَن بِنِداهُ عَزَ مَن طَمَعَ - وَفي جَدا مَن سِواهُ ذَلَ مَن قَنَعا
وَأنتَ ذو حَسَبٍ يُعزا إلى نَسَبٍ - قَد نيطَ في سَبَبٍ أوجَ العَلا قَرَعا
وَأنتَ مَن حَمَت الإسلامَ وَفرَتُهُ - وَدَرَعَت لُبدَتاهُ الدينَ فَإدَرَعا
وَأنتَ مَن فُجِعَ الدينُ المَبينُ بِهِ - وَمَن بِأولادِهِ الإسلامُ قَد فُجِعا
وَأنتَ أنتَ الَذي مِنهُ الوُجودُ نَضى - عَمودَ صُبحٍ لِيافوخِ الرَجا صَدَعا
وَأنتَ أنتَ الَذي حُطَت لَهُ قَدَمٌ - في مَوضِعٍ يَدَهُ الرَحمانُ قَد وَضَعا
وَأنتَ أنتَ الَذي لِلقِبلَتَينِ مَعَ - النَبِيِ أوَلُ مَن صَلى وَمَن رَكَعا
وَأنتَ أنتَ الَذي في نَفسِ مَضجَعِهِ - في لَيلِ هِجرَتِهِ قَد باتَ مُضطَجِعا
وَأنتَ أنتَ الَذي آثارُهُ إرتَفَعَت - على الأثيرِ وَعَنها قَدرُهُ إتَضَعا
وَأنتَ أنتَ الَذي يَلقى الكَتائبَ في - ثَباتِ جِأشٍ لَهُ الّهلانُ قَد خَضَعا
وَأنتَ أنتَ الَذي لِلهِ ما فَعَلَ - وَأنتَ أنتَ الَذي لِلهِ ما صَنَعا
وَأنتَ أنتَ الَذي لِلهِ ما وَصَلَ - وَأنتَ أنتَ الَذي لِلهِ ما قَطَعا
حَكَمتَ في الكُفرِ سَيفاً لَو هَوَيتَ بِهِ - يَوماً عَلى كَتِفِ الأفلاكِ لإنخَلَعا
مُحَدَبٌ يَتَرائا في مُقَعَرِهِ - مَوجٌ يَكادُ عَلى الآفاقِ أن يَقَعا
( للشاعر عبد الباقي البغدادي)